(شيء في صدري)
إحسان عبدالقدوس
523 صفحة
الدار المصرية اللبنانية
هذه أول تجربة لي مع مؤلفات إحسان عبدالقدوس وقد ادهشني اسلوبه المشوّق حد أن عاودني الهوس المزعج الذي يجعل من الكتاب رفيق يلازمني طوال الوقت حتى على المائدة💔
اعتقد أن تلك العبارة التي سطرها في صفحات الرواية الاولى تختصر كل ما يمكن أن يقال حول محتوى هذه الرواية:
"من السهل أن يحترمك الناس
ومن الصعب أن تحترم نفسك"
الرواية عبارة عن خطاب طويل من "بطل الرواية المؤمن بالرأسمالية حتى النخاع" إلى شخصية أخرى في الرواية يدعوها -وبكل صفاقة- بـ حبيبته وهو الذي دمر حياتها وهدّم اركانها!!
جسّدت الرواية وباسلوب ذكي صراع الإنسان مع ضميره ..صراع الخير والشر وكيف يتحول الإنسان إلى مسخ لا يحمل من معاني الإنسانية شيئا إذا تمكن منه الحقد والغل والغدر والجشع الذي لا يشبع ولا يكتفي..
تدور أحداث الرواية حول المجتمع المصري في فترة زمنية في الثلاثينيات من القرن العشرين وتنتهي بثورة 23 يوليو ..
كانت شخصية حسين شاكر تركيبة مقززة تثير الاشمئزاز.. طافحة بالشر ..ملوثة وتريد أن تلوث كل ما يمكنها الوصول إليه لكي تستطيع الإستمرار في الحياة .يصيبك رغم هذا كله عند بعض المحطات شيء من التعاطف معها والذي سرعان ما يتلاشى بعد عودتها لارتكاب جريمة أكبر من سابقتها..
الذي لم يرق لي في الرواية:
أولا الموقف السلبي للخير والذي كان يمثله محمد افندي ثم ابنته هدى وكيف أن الخير دائما - وطوال فصول الرواية- كان يقف امام طغيان الشر موقفا سلبيا باهتا..
وايضا شخصية عادل بدت لي وكأنها شيئا زائدا على جسم الرواية لم يكن لوجودها ذلك التأثير المدهش.. بحيث يمكن للقارئ ان يتنبأ بما سيفعله عادل منذ السطر الاول الذي ظهرت فيه هذه الشخصية الباهته!!
وأخيرا التكرار الممل بل والمزعج لبعض العبارات ..
اقتباسات من الرواية:
- إن الفرق بين الهزيمة والنصر دقيقة واحدة من الصبر..
- إن العقول المشلولة تريح أصحابها، والعقول الصاحية التي تعجز عن أن تجد حلا هي التي تعذب أصحابها.. إنها عقول أشبه بأسود في أقفاص من حديد..

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق