اسم الكتاب: خاوية
النوع: رواية
للكاتب ايمن العتوم ، صدرت هذه الرواية عن المؤسسة العربية للدراسات و النشر .. تقع في ٣٨٥صفحة.
في البدء يجب أن أقول انه عند انتهاءك من قراءة هذه الرواية ستشعر بالإرهاق وشيئا من الألم .. كأنما كنت تركض في حقل من الصبار .. لكنك نجوت أخيرا!!
تطرقت الرواية لقضيتين من قضايا الطفولة: التوحد و أطفال الحرب..مع كثير من التفاصيل الرائعة و الحكم التي كانت تعج بها السطور..
تدور احداث القسم الاول من الرواية في الأردن حيث عائلة الطبيب الانسان جلال و المعاناة التي عاشتها نتيجة اصابة ابنها بالتوحد.. تتعرف في هذا الفصل على جزء يسير من عالم التوحد وحياة ومشاعر طفل التوحد وما يعانيه وتعانيه عائلته معه.. (غضضت الطرف عن بداية قصة ارتباط جلال بسلوى لأنها لم تكن "مهضومة" في حبكتها)
اما القسم الثاني من الرواية فيرحل بك إلى حمص في سوريا حيث عائلة زياد فيأخذك الكاتب في رحلة رائعة فيها حتى يتمم هذه الرحلة بزواج زياد من حبيبته حنين .. وكل هذه اليوميات السعيدة كان ينتظرها عمرا من المأساة التي ستلقي بظلالها ليس على عائلة زياد فحسب و لا حمص فقط بل على سورية بأكملها ..
تبدأ مرحلة الاحداث المأساوية منذ الشرارة الاولى للحرب السورية.. تستنزفك الاحداث تظل الكلمات نازفة، باكية، بائسة وكأنها تقول أن الحرب لا تبقي في الارواح إلا الخوف و الضعف و الإستسلام و ليس إلا الهرب من الموت الذي لازال يطاردهم حتى الحدود .. وحدهم الأبرياء من يدفعون من دماءهم وأرواحهم ودموعهم فاتورة الحرب كاملة .. ويبقى تجار الحروب و موقدوها يشربون نخبها بنشوة وهم يتربعون على آرائك من جماجم الأبرياء ..
القسم الثالث من الرواية تتقاطع فيه احداث القصتين و يلتقي جلال بما تبقى من عائلة زياد"أخته ليلاس وزوجة خاله" وتبدأ قصة اخرى من الألم و الأمل .. ألم غيرة سلوى زوجة جلال من سلوى خالة ليلاس و أمل تحسن ابنها بدر بسبب ليلاس ..
تعرض الكاتب في القسم الاخير لبعض المآسي الناتجة من الحرب كـ مأساة اللاجئين و مرض الحنين للوطن.. المرض الذي لا دواء له سوى العودة الى حضن الوطن .. ومأساة زواج القاصرات الذي يكشف عن أسوأ ما في الإنسان وأقبح ما فيه و كأن الحرب توقظ الحيوانية التي بداخله وتجعل منه مسخا لا يعترف إلا بغرائزه ..
اخيرا اقول: الرواية تستحق تقييم جيد جدا لبراعة الكاتب في سرد الأحداث و جوهرية الأفكار وترابطها بشكل رائع في حبكة ممتازة وأسلوب سلس يأخذ القارئ إلى عمق المأساة ويستنزف مشاعره بكمية الحزن المنسابة بين السطور ..ورغم كثافة الحزن، وصورته الثقيلة الداكنة..الساكنة أعماق السطور..إلا أن الرواية كانت تنضح بالأمل حتى آخر سطر.



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق