الثلاثاء، 31 يوليو 2018

مراجعة كتاب صلاح الدين و إعادة إحياء المذهب السني








تأليف: عبدالرحمن عزام 
عدد الصفحات: ٣٢٢ صفحة من القطع المتوسط 
ترجمة: قاسم عبده قاسم 
الناشر: دار بلومزبري - مؤسسة قطر 
_________

http://www.kutubpdfcafee.com/kutubcafe1/kutub1/alkottob-com-pdf-0RFH7FHK3.pdf

((قرأت النسخة الالكترونية من الكتاب، و أعتقد انه يستحق أن اقتني النسخة الورقية منه لأنه سيكون إضافة ثرية جدا لمكتبتي :))
_________

أولا و قبل كل شيء يجب أن تعلم أنك لن تجد في هذا الكتاب ( صلاح الدين الاسطورة) الذي زرعته الثقافة السائدة في عقولنا، بل ستجد العكس تماما؛ سترى صلاح الدين الإنسان ، قوته وضعفه ، ايجابياته و سلبياته ، بخلاف ما اعتدنا أن نجده في كتب السير التي ترسم للبطل في مخيلة القارئ صورة اسطورية خارقة !! 

قسم المؤلف كتابه إلى خمسة عشر فصلا ، لم يستعرض فيها حياة صلاح الدين فقط بل تناول ايضا العصر الذي عاش فيه . حيث بدأ أولاً من بغداد مع أفول نجم الخلافة العباسية و قد يثير هذا الأمر تساؤل القارئ و لكنه ما إن يستغرق في صفحات الكتاب حتى يفهم تأثير تلك الفترة على صلاح الدين و أثرها العميق على شخصيته و أفكاره ..

رأيي حول الكتاب:
قدّم الكاتب سيرة صلاح الدين في سياقها التاريخي و بذلك استطاع ان يجذب القارئ الى النقطة التي يريد أن يبرزها وهي انجاز صلاح الدين الاهم و هو لايزال "مغمورا" على حد وصف الكتاب حيث لم يحرر القدس بعد؛ فقد ركّز على جهوده التي كان اهم ثمارها ازاحة الخلافة الفاطمية " الشيعية" من مصر و توطيد اركان المذهب السني فيها .. 
 من يجد المتعة في تحليل التاريخ و قراءته قراءة واقعية بعيدا عن التهويل المزيف للشخصيات فسيجد ضالته في هذ الكتاب الذي ما إن يدلف إلى أوّل فصوله حتى تبدأ الاحداث تحثّه على الاستمرار في القراءة و الاستغراق أكثر في التفاصيل المثيرة ! 

حين انتصفت في قراءة الكتاب تذكرت مقالا جميلا للدكتور طه الدليمي تطرق فيه إلى ظاهرة البطل الاسطوري* التي رسختها الثقافة السائدة ، فأصبح العقل العربي مشبّع بأبطال و رموز ارتقوا في مخيلته جراء التضخيم المنبري لهم إلى حد أن قدّسهم فأزهده ذلك في واقعه الذي يرى فيه قادة ليسوا على مقياس ابطاله !! 


___________________
* عنوان المقال  (البطل الاسطوري و ظاهرة الإخصاء القيادي..)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صفحات مشرقة من تاريخ أمير المشرق.. خالد بن عبدالله القسري

  عند القراءة في التاريخ الإسلامي تجد أن الأفكار المسبقة والانحيازية والأنماط الجامدة قد تسللت إلى مختلف النصوص التاريخية ومثالاً على ذلك م...