حين كانت تضيق بنا قاعات المحاضرات و
يخنقنا روتين الدراسة الممل نهرب إلى متنفسنا الجميل (الطاولة المستطيلة ) وعلى
غرار الطاولة المستديرة التي جمعت حولها الفرسان المئة فقد جمعت الطاولة
المستطيلة عشر فتيات تحمل كل منهن ميول وطموحات مختلفة ، ظننت في البدء أن هناك
رابط ما جمع بينهن .. وأضفى على لقاءتهن المستمرة ما يشبه (رباط الصداقة المقدس)
لكن لاحقا تبين لي إلى اي مدى كنت واهمة ..فما من رابط بين هذا العدد
"الكبير" نوعا ما سوى المصلحة !!! لكن ليس هناك شر محض فقد كان للقدر رأي
آخر
كانت تلك الطاولة المستطيلة تجمعني
بها ..ولطالما شدني اسلوبها الهادئ وطريقة تعاطيها مع الاحداث و المواقف
بدت لي كالسنبلة التي تنحني بتواضع
لتحيي كل من يمر بحقلها ..تشعر حين تتحدث إليها أن خلف هذه الملامح الرشيقة و
الابتسامة الرقيقة روحا باتساع الحقول وعطاء السنابل وعنفوان الربيع
كنت حين أراها تطل صباحا في ردهات
الممر القريب من معامل الكيمياء حيث تتكئ طاولتنا في نهايته، يفعم قلبي بالسرور
وأشعر أنه يوم جديد يستحق أن يعاش بكل تفاصيله الجيدة والسيئة
لازالت بعض تلك الأيام واحداثها عالقة في ذهني كنقش آثري على كهوف
الذاكرة.
حين أحاول العودة إلى نقطة البداية
.. إلى أول رغيف همّ تقاسمناه .. تنبت في قلبي استفهامات تبحث عن إجوبة
ما الذي جمع روحينا هكذا ..مع شدة
أختلافنا في كثير من القضايا
وكيف وثقت الايام والأحداث علاقتنا
الجميلة .. حتى تبادلنا الافكار والطموحات والهموم ايضا .. فلا تميل بها الايام
إلا وتتكأ على كتفي ، ولا أتعثر في عقبات الطريق إلا وتمد يدها لتحميني ..لطالما كان قلبها حضن لأوجاعي ..وكم مسحت بيمينها دمعة انسابت على وجنتي .. كنت
ولازلت أحمل أحزاني إليها لأستعيد نقائي ، واستحث في الوقت نفسه قلمها السيال لينزف
على صفحة الورق و يغدق على ذائقتي شيء من سحر بيانه وجودة افكاره.
حين تسرق من الزمن لحظة لتتأمل بعمق
ملامحها الدافئة سترى مسحة الحزن تلمع في عينيها وتتخفى في ثنايا ابتسامتها؛ وهكذا هو الحزن
لا يجيء واضحا من دون لثام ..بل يتدثر بـ أكوام من النظرات الشاردة والكلام المكدس
عند طرف اللسان ، وقبضات الايدي المشدودة.
لطالما تمنيت الغوص في هذا الحزن
وانتزاعه من شغاف روحها..لكن وكما تقول لي دائما" اخشى عليك من براثن هذا
الوجع، لا اريد أن يرتبط بك .. دعيه في زوايا القلب المظلمة " وهل كان قلبك فقط من يحتفظ بزوايا مظلمة !! لدى كلتانا زوايا نخشى الاقتراب منها ، لمسها .. خوفا من ردة فعل الوجع ..لكن نوارس خوفي ستظل تحلق دوماً بالقرب من شاطئ حزنك لعل القدر يمنحني شرف انتزاعه..
وكما كنت دوما أحلق قريبا من حزنها ،
فقد كانت تنير عتمة أيامي وتوقد فوانيس الأمل الذي لا أفهم حقا كيف تبتكر وقوده من
العدم! ولا كيف تنسج فتيله بخيوط من نور !!
ربما يؤثر الاسم على صاحبه كما يقولون ..لذلك كانت بلبلا غريدا على غصن الحياة ، بلبلاً لكنه يحمل في قلبه صومعة حزن شيدت الأيام أركانها العتيدة.
ربما يؤثر الاسم على صاحبه كما يقولون ..لذلك كانت بلبلا غريدا على غصن الحياة ، بلبلاً لكنه يحمل في قلبه صومعة حزن شيدت الأيام أركانها العتيدة.
-لقد خرجت عن "السكة" مجددا
وانغمست في بحيرة الوجع كالعادة- لكن عليّ أن اقول اني ممتنة للقدر و للأيام وللحياة ولتخصصي و للطاولة المستطيلة التي جمعتني بها .. ونسجت عقد ود بين قلبينا انّى لرياح
السنين أن تنقض غزله
أووووه .. متى يدرك القلم
أنه ما انصف القلب ومشاعره يوما وأن أحرفي تبدو دوما عاجزة أمام تيار الشعور الذي ينساب في شرايين قلبي حين ابدأ في الحديث عن بلبلي الغريد:)
حسنا يبدو أني ثرثرت كثيرا وأطلت فعداد الكلمات في صفحة الوورد يشير إلى أني وصلت لـ 520 كلمة ..!!!!
حسنا يبدو أني ثرثرت كثيرا وأطلت فعداد الكلمات في صفحة الوورد يشير إلى أني وصلت لـ 520 كلمة ..!!!!
ملاحظة :
حين كانت العند تدون هذه الاسطر عن بلبلها الغريد وبينما هي منسجمة بكليتها مع شاشة الحاسوب واصابعها تعزف على لوحة المفاتيح لحن قلبها .. إذا بـ "اشتقت لك" تطرق شاشة هاتفها من بلبلها الغريد !! تخاطر جميل بين روحيهما ..
ما أجمل اللحظات التي تأتي بمن نحب ..و ألطف النسمة التي تهب على أرواحنا بقدومهم .
حين كانت العند تدون هذه الاسطر عن بلبلها الغريد وبينما هي منسجمة بكليتها مع شاشة الحاسوب واصابعها تعزف على لوحة المفاتيح لحن قلبها .. إذا بـ "اشتقت لك" تطرق شاشة هاتفها من بلبلها الغريد !! تخاطر جميل بين روحيهما ..
ما أجمل اللحظات التي تأتي بمن نحب ..و ألطف النسمة التي تهب على أرواحنا بقدومهم .

ما شاء الله تعالى أسلوب جميل يحمل بين طياته كلمات مفعمة بالمشاعر والعواطف الجياشة، أسأل الله تعالى أن يديم المحبة.
ردحذفآمين يارب..
حذفشكرا جزيل الشكر اخي العزيز
موفقين اختنا المفضالة
ردحذفجميعا أخي ...
حذفشكرا لهذا المرور