السبت، 21 أبريل 2018

مراجعات كتب (2) الغزو الثقافي للأمة الاسلامية




(الغزو الثقافي للأمة الاسلامية ماضيه وحاضره) 
للمؤلف: منصور الخريجي 
الكتاب يقع في 231 صفحة ، متوسط الحجم ، جيد الطباعة...
موضوع الكتاب هو الغزو الثقافي الذي يراد به إلغاء هوية الأمة و من ثم التبعيه المطلقة للغرب .

* قسم المؤلف الكتاب الى سبعة فصول :

حيث بدأ في أول فصوله السبع بتجلية مفهوم الغزو الثقافي و الفرق بينه وبين الاقتباس ثم استعرض في الفصل الثاني عدد من المؤلفات التي تتبنى الغزو الثقافي و تلك التي تقاوم وتحارب ذلك الغزو و في الفصل الثالث تطرق الى صور من الغزو الثقافي قديما أما في الفصل الرابع فقد تناول اشكال الغزو الثقافي في العصر الحديث ثم في الفصل الخامس تحدث عن مجالات الغزو الثقافي بينما خصص الجزء السادس للحديث عن الغزو الثقافي للمرأة و اساليبه الماكره اما الفصل الآخير فقد عرض فيه بعض وسائل حماية الأمة من خطر هذا الغزو .

* رأيي حول الكتاب :
حين وقعت عيني على عنوان الكتاب جال في بالي سؤال كنت متيقنه أن الجواب عليه سيكون : لا ..
تساءلت في نفسي ( هل ياترى تطرق المؤلف الى العدو الشرقي .. أم كالعادة حين يُطرق هذا الموضوع يٌقتصرعلى العدو الغربي فقط؟) وبالفعل هذا ما وجدته في الكتاب.! ما السبب .. هذا يحتاج تدوينة اخرى :)  لنبقى الآن بين سطور كتاب الغزو الثقافي ..

طرح المؤلف الموضوع بشكل مكثف و حاول أن تكون المعلومة مركزة وشاملة ليحيط بكل جوانبه وكاد أن يكون طرحه متكاملا لولا أنه حصر هذا التهديد  و هذا الغزو في جهة واحدة وعدو واحد ألا وهو العدو الغربي و أغفل بذلك عدو خطير يأتينا من الشرق  متدثرا بلباس الدين ..فلو انه حدد عنوان الكتاب بـ( الغزو الثقافي الغربي) لقلنا أن الكتاب ميدان بحثه الغزو الغربي والعدو الغربي ولامجال للاستدراك على المؤلف لكنه واضافة إلى عنوانه الشامل فقد عرّف الغزو الثقافي  بـ ( الوسائل غير العسكرية التي اتخذها العدو الاجنبي لإزالة مظاهر الحياة الاسلامية و صرف المسلمين عن التمسك بالإسلام و ما يتعلق بالعقيدة و ما يتصل بها من أفكار و تقاليد و انماط وسلوك) ثم حدد أن هذا الأجنبي إنما هو ( العدو الغربي) لا غير و تجاهل بذلك ( العدو الشرقي) واقصاه وهو الذي نخر ثقافتنا وهيمن على تراثنا و استوطن مناهج تفكيرنا فبثّ بشعوبيته المقيتة سمومه في ثقافتنا حتى ذهلت الأمة عن تاريخها وسير العظماء من اسلافها!!

لست ألقيّ باللوم على المؤلف وحده فهو نتاج ثقافة لا ترى فيما يأتي من الشرق أي خطر ، بل تراه "شرقا اسلاميا" لا يأتي منه إلا الخير .. كيف و جلّ علماء الأمة من الشرق الإسلامي كما روّج هذا الشـــــرق لنفسه وضخّم من مكانته حتى لكأن الأمة دونه لا تساوي شيئا... 
وهكذا يضاف هذا الكتاب للكم الهائل من الكتب الموجودة في المكتبة العربية التي تحذر من العدو الغربي و تتجاهل - مجددا - العدو الشرقي و خطره العظيم على هوية الأمة الثقافية والفكرية !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صفحات مشرقة من تاريخ أمير المشرق.. خالد بن عبدالله القسري

  عند القراءة في التاريخ الإسلامي تجد أن الأفكار المسبقة والانحيازية والأنماط الجامدة قد تسللت إلى مختلف النصوص التاريخية ومثالاً على ذلك م...