الأحد، 25 مارس 2018

من منطقة الحلم ... إلى ميدان الواقع





حين يقول لك أحدهم: 
" إن البدء في مشروعك الخاص سوف يغير من حياتك كليةً" فصدق هذه القول حرفيا ؛ لأن هذا ما سيحدث بالفعل !
كنت أدرك منذ البداية أن الأمر لن يكون سهلاً وسيكون محفوفاً بالمخاطر والعقبات ، لكنه بالتأكيد لن يكون مستحيلاً إن رافقتك العزيمة الصلبة والرغبة في الفوز.
خلال الفترة التي سبقت الإنشاء - اعني فترة التخطيط و اعداد دراسة جدوى بسيطة طبعا- خلال تلك الفترة كان كل شيء يبدو صعباً للغاية لأن العنصر الاساسي لتنفيذ الخطة مفقود !!!
لقد كنت افتقد لـ رأس المال الذي يمثل شريان الحياة للمشروع ، كل ما أملكه فكرة ممتازة ، و خطة رائعة وماذا عساهما ان تجديان يا ترى ؟!
لقد أمضيت العديد من الليالي في أرق شديد - كأنه كان ينقصني- لمحاولة إيجاد داعم للفكرة ، و اهتديت اخيرا إلى احد المعاهد الحكومية التي تقدم دعما ماديا و معنويا للمشاريع الناشئة :) 
لكن ويا للمفاجئة كان الرفض حليفي لأن شرط "المؤهل" وقف حجر عثرة أمام القبول!! ( وبصراحة حتى اللحظة لا افهم السبب الذي يجعلهم يقحمون شرط المؤهل في مشاريع كهذه .. ما شأن المؤهل الدراسي بـ مشروع قررت العمل عليه بعد سنوات من التخرج ! وهل كانوا يتوقعون أن افكر مثلا في مشروع له علاقة بتخصصي الدراسي 
إذن كان يجب أن تكون فكرة المشروع مصنع للمواد الكيماوية او مختبر على الاقل !!!! ) يا للسخرية :/
تركتهم غير مأسوفاً عليهم وقررت تجربة الخطة "ب" ، فقد حان دورها .
 بالمناسبة : تذكر دائما حين تبدأ في التخطيط لأمر ما أن تضع خطة بديلة ؛ تحسبا للظروف التي قد تواجه خطتك الاساسية ..
حملت افكاري واوراقي يحدوني الأمل و الثقة بالله أنه لن يسلمني لليأس و الفشل . قدمت لهم اوراقي و كان شرطهم صعب جدا لو لم أكن أملك أخاً ملائكي الروح ، أخا بطعم السعادة .. كان ومازال الركن الشديد الذي أستند إليه بعد الله حين تضيق في وجهي سبل الحياة . لقد اشترط المركز أن استأجر الموقع واقوم بتجهيزه تجهيزا مبدأيا حتى تتم الموافقه على اقراضي "قرض حسنا" .
تم الامر و اقترض اخي المال لمساعدتي -فكما قلت آنفا لست املك ولو جزء يسير من رأس المال - بل واقترض من وقته و وقت اسرته ليقف إلى جانبي و يعينني على مشقة الطريق و لازال حتى اليوم يأخذ بيدي حين اعثر و يسندني حين أميل .
بالمناسبة أظن أن عليّ أن اشير إلى نقطة مهمة و صفة لا بد أن تتحلى بها حين تقرر أن تمتلك مشروعك الخاص ألا وهي المرونة لتجاوز النكسات أو الرفض ، و النقد ايضا لأنه ما ستسمعه لاحقا حين تبدأ في العمل .. و من الضروري أن تظل ايجابيا حتى في أصعب الاوقات و ابحث دائما عمن يزودك بالطاقة الايجابية ويفتح أمامك نوافذ الأمل حين تمر بك الأوقات الصعبة .
و قبل كل هذا علينا أن نفهم جيدا أن مرحلة التأسيس هي الأصعب دوما لذا لا بد أن نتوقع فيها الكثير من الضغط و المسؤولية و القليل جدا من الراحة ، لكن حين يكون لديك دافع عظيم و رغبة في الانجاز لن تتوقف و إن واجهتك العقبة تلو العقبة ،  وقوبلت بالرفض مرة بعد أخرى ؛ لأن الرغبة ستدفعك دوما للبحث عن حلول و التفكير في خطط بديلة .
لقد ادركت بعد أن قطعت شرطا كبيرا في التأسيس أن احد العوامل الرئيسة التي تنقلك من منطقة الحلم إلى ميدان الواقع هو القدرة على التكيف في الأوقات الصعبة وكذلك القدرة على ايجاد الحلول للتغلب على العقبات التي تواجهك.
و اؤكد لك عزيزي القارئ : انه مرت بي بعض الليالي في بداية العمل فكرت فيها جديا في التخلي عن الفكرة لأني و كبقية البشر لديّ مخزون من الصبر لكنّه بدا لي في تلك الليالي وكأنه أوشك على النفاذ!!!
لكن الثقة التي منُحت لي و العهد الذي قطعته كانا كالنور الذي يبدد ظلمة تلك الليالي العصيبة، فأخرج من تلك الدوامة اقوى ، و أكثر رغبة في الفوز ..
إنني  أجزم أن هذه اللحظات التي مرت بي قد مرت بالكثيرين غيري ممن شقوا طريقهم نحو " الحلم"  ، لكن تذكر دوما : لا تفقد الرغبة والشغف لأنهما سيكونا جيشك الوحيد في الأوقات العصيبة.
ودمت بخير💫

هناك تعليقان (2):

  1. يحتاج النجاح عزيمة لا تلين، ورغبة لن تفتر، وهمة لا تنال منها الصعاب والمصائب...... أدعو لك بالتوفيق صديقتي

    ردحذف
  2. شكرا لمرورك الجميل صديقتي ..دعمك يصنع الفرق

    ردحذف

صفحات مشرقة من تاريخ أمير المشرق.. خالد بن عبدالله القسري

  عند القراءة في التاريخ الإسلامي تجد أن الأفكار المسبقة والانحيازية والأنماط الجامدة قد تسللت إلى مختلف النصوص التاريخية ومثالاً على ذلك م...