الأحد، 11 مارس 2018

الفكر السني .. وحاجة الأمة إليه



قرأت مرة لمالك بن نبي :
 " العالم الإسلامي يعمل منذ نصف قرن على جمع أكوام منتجات الحضارة أكثر من أن يهدف إلى بناء حضارة " وحين استمعت إلى حديث لـ د. طه الدليمي حول فكرة تأسيس " أدب سني" تذكرت مقولة ابن نبي عن الجمود الذي اصاب الأمة حتى حوّلها إلى أمة مستهلكة..  وقلت في نفسي قد يكون ذلك نتيجة التقليد و تقديس التراث والخوف من القراءة الناقدة لهذا التراث . فلا تجد إلا "التكرار" .. والتقليد الاعمى وتبني الآراء دون وعي و إدراك 
ولسان الحال ( إنّا وجدنا آباءنا على أمة و إنا على آثارهم مقتدون)..لقد بات واضحا لمن يتأمل واقع الأمة حاجتها إلى حركة تجديد تعيدها إلى مسارها الصحيح و تدير عجلة الانتاج الفكري التي توقفت.
قد يقال وماذا عن " الصحوة" لماذا يتم تجاهلها وقد كان لها دور كبير .. !! نعم كان لها دور كبير ؛ لكن في ترسيخ الجمود الفكري من خلال التقليد المغيّب للعقل ، و الخطاب الديني الجامد حتى فقدنا القدرة على مواكبة الحياة و صار الدين محصورا في الوعظ و الامور الفقهية ، وتم التوسع في فقه الفرد على حساب فقه المجتمع...فغاب العقل وراء الموروث  وحلت العاطفة محله لتروج وتدافع باستماته عن هذا الموروث دون أن تعي أنه نتاج بشري وليس نصا شرعيا لا يجوز مخالفته!!
(لست اتحامل عليها ولكن الواقع يقول أنها لم تقدم شيئا يذكر !!) 
واليوم نسمع ونرى:
فكر سني ، هوية سنية ، أدب سني 
....
هل هذا ما تحتاجه الأمة !؟.. 
اعادة النظر في تراثنا و قراءته بعين سنية و قلب سني .. وتوجيه عقل الجمهور السني لينظر إلى الاحداث السابقة واللاحقة من خلال هذا المنظار "منظارالهوية السنية" الذي سيضبط بوصلة الاهتمام ويعيد ترتيب الأولويات ويحيي الهمم الراقدة تحت ركام تراث اصابته لوثة الشعوبية الحاقدة على أمة الاسلام.
أجل... هذا والله ما تحتاجه الأمة -  وأنا على يقين أنها ستعي هذا عاجلا أم آجلا- ستدرك أن "الفكر السني " هو طوق النجاة الذي سيبعث الحياة في جسدها ، وينتشلها من التبعية ويعيدها لسابق عهدها أمة حضارة ..
والحضارة كما قال مالك بن نبي " تولد مرتين أما الأولى فميلاد الفكرة الدينية وأما الثانية فتسجيل هذه الفكرة في الأنفس ، اي دخولها في أحداث التاريخ ".




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صفحات مشرقة من تاريخ أمير المشرق.. خالد بن عبدالله القسري

  عند القراءة في التاريخ الإسلامي تجد أن الأفكار المسبقة والانحيازية والأنماط الجامدة قد تسللت إلى مختلف النصوص التاريخية ومثالاً على ذلك م...