مراجعة خفيفة لرواية الرائع دان براون ........(الأصل)
اعترف أنها أقل بكثير من اعماله السابقة،لكنها تستحق القراءة أيضا..!!
هل أبدو هنا منحازة للمؤلف؟! لا بأس اعتقد أنه يستحق!
الرواية تقع في 462صفحة ستركض فيها إلى أن تغلبها أو تغلبك وتملّها.. فهي أشبه بجولة سياحية "مليئة بالاحداث" في مدينة برشلونة..
تبدأ الاحداث بـ إجتماعاً سرياً بين العالم الملحد إدموند كيرش وثلاث رجال دين يمثلون الديانات الأكثر إنتشاراً (الإسلام - والمسيحية- اليهودية) ليطلعهم على اكتشافه العلمي الذي صوّره "المؤلف" وكأنه سيهدد الإيمان في العالم ومن هنا سيخمّن القارئ السيناريو الذي ينتظره في الصفحات الـ اربعمائة :)
ثم ينتقل بنا إلى بطل رواياته روبرت لانغدون ومشهد وصوله إلى "متحف غوغنهايم بلباو" بعد أن تلقى دعوة من صديقه وتلميذه "إدموند كيرش"لحضور أمسية سيعلن فيها عن أهم وأحدث اكتشافاته ، ثم تعرفه إلى "وينستون" الرائع -أكثر شخصية كنت متوجسة منها في الرواية - الذي سيأخذ لانغدون في جولة خاصة في المتحف، تنتهي بمقابلة خاطفة مع كيرش، ثم يبدأ العرض الغامض بمقدمة مناهضة للأديان وفكرة الألوهية ثم يظهر كيرش والذي يعد بأن اكتشافه سيجيب على أهم الأسئلة الوجودية في تاريخ البشرية والعلم، من أين أتينا؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟
لكن ...
لكن كعادة "المؤلف" سيفجر الأحداث لتبدأ رحلة لانغدون في الركض طوال الرواية؛)
لقد اخترقت رصاصة رأس العالم المستقبلي وهو يتأهب للإجابة على هذين السؤالين والتي تؤدي إلى مقتله قبل أن يجيب عن سؤالين كان قد احتشد لهما المشاهدين بالملايين أمام البث المباشر.
اذن .. لنستعد الآن للركض ومسابقة الوقت مع لانغدون الذي ستكون برفقته هذه المرة "ملكة اسبانيا المستقبلية" الجميلة امبرا ، و وينستون المخلص.
الكثير من الأحداث .. والكثير الكثير من التفاصيل .. والمعلومات والوصف الدقيق الذي يجبرك على البحث عن تلك التحف المعمارية المذهلة إن لم تكن رأيتها من قبل !!!
لكن لا تعجب وأنت تركض مع لانغدون عندما يتسلل إليك شعور "أن المؤلف بدأ يستعرض وفرة معلوماته بسرد تفاصيل التفاصيل للاماكن والنظريات والعلماء" !!
-لن تروق هذه الراوية للكثيرين بسبب هذه النقطة-
تبدأ رحلة لانغدون بمساعدة وينستون وأمبرا المسؤولة عن المتحف ومساعدة كيرش في تنظيم العرض وخطيبة ولي عهد ملك اسبانيا والملكة المستقبلية للبحث عن كلمة السر (التي عن طريقها يمكن تشغل عرض كيرش ونشر اكتشافه للعالم)و هي عبارة عن بيت شعر مكون من سبعة وأربعون حرفاً.. لكنهم لايعرفون البيت المفضل ولا الشاعر .
يمثل إدموند كيرش العالم الذي يزدرويعتبره افكارا بالية لايجب على أي إنسان تحلى بقدر من العلم الإستمرار في اعتناقها. بينمايمثل القس فالديسبينو والذي ستظل تدور حوله الشكوك طوال الرواية لانه سيبدو من مسار الاحداث أنه متورط في قتل العالم الملحد!!
شخصية اخرى ستكون في مسرح الاحداث وهي شخصية الأميرال أفيلا الذي يمثل الكنيسة الباليمارية المتشددة مطلق النار على إدموند والقاتل الاجير الذي استخدمه الوصي لتنفيذ هذه الجريمة!
"لن تحزروا أبدا من هو هذا الوصي.. فالشكوك ستطال الكثيرين لكن القاتل .!!!
أووووه اعتقد انه يجب أن أوبخ العبقري دان براون فقد كان المسار الدرامي للاحداث والحبكة المتقنة أفضل من الفكرة التي بذل لها كل هذا الجهد ..."
...
سيظل يتردد السؤالين اللذين طرحهما كيرش طوال فصول الرواية ، وسيعرض وجهات النظر المختلفة حول هذين السؤالين... وسيستمر المؤلف في إثارة فضولك حول ما اكتشفه كيرش.. (بصراحة منذ ان انتصفت في الراواية لم يعد يهمني ما الذي اكتشفه كيرش ولم يكن اتمامي للرواية بدافع الفضول والتشويق كما في كل مرة انما بدافع المتعة التي اجدها في طريقة سرد "المؤلف" للاحداث واستعراضه المدهش للمعلومات والتفاصيل وقد كان وصفه المدهش يدفعني للبحث عن المكان الذي وصفه، والعالم الذي اورد اسمه، والنظريات الغريبة العجيبة التي استعان بها "لتمطيط" الرواية :)
ملاحظة خارج النص:
اعتقد أن ينبغي على أحدهم أن يخبر دان براون أن لا يحاول اضافة جزءً رومانسيا في رواياته، لأنه - وللاسف- لا يجيد بناء هذا الجزء داخل هيكل الرواية... محاولته "المكلكعة" لتلطيف جو الرواية بعلاقة جوليان بـ امبرا، وامبرا بـ جوليان ولانغدون أيضا و سوريش ومارتن ...أقل ما يقال عنها أنها مريعة!!
-اعتقد أن الامر كما يقال "الكمال محال" ودان براون روائي مدهش إلا فيما يتعلق بالجزء الرومانسي وخلق علاقة حب بين الشخصيات..
لابأس يبقى مدهش .. الحب ليس كل شيء:)
تقييم الرواية:
الرواية بالنسبة لي تستحق 7/10
للحبكة الممتازة والشخصيات الرهيبة وخاصة شخصية وينستون... أما الفكرة فليست بتلك القيمة التي تستحق أن يبذل من أجلها براون كل هذا الجهد!!!
قبل أن انتهي يجب أن أقول...
الحمدلله الذي هدانا للإسلام.. الحسنة الوحيدة "للنظريات البدائية العجيبة التي أوردها براون في الرواية" هي أنها تجعلك تستشعر نعمة الله عليك أن هداك لهذا الدين وجعلك من المسلمين!!

بحثت في كل الاراء الناقدة للرواية ولم اجد واحدا منها ينتقد تطبيع هذا الكاتب الحقير مع الشذوذ ودسه السم في العسل ، وهذا ان دل على شئ فإنما يدل على غباء غالبية القراء و بلاهتهم و سهولة قيادتهم و غسل ادمغتهم .
ردحذف